« أسئلة اذا احسنا الجواب عنها تحصلنا على شيء افتراضي اسمه ثورة ونقيضه ثورة مضادة _ للأستاذين « رضا شهاب المكّي « و « عبد المجيد بن قيّاس

 
أسئلة اذا احسنا الجواب عنها تحصلنا على شيء افتراضي اسمه ثورة ونقيضه ثورة مضادة
1. لماذا يعتبر رئيس الحكومة ان الاقتصاد التونسي بحاجة الى منوال تنموي جديد يحوله من اقتصاد مؤسس على الاستهلاك الى اقتصاد مؤسس على الاستثمار؟
2. لماذا لا يتحدث رئيس الحكومة على المديونية؟
3. لماذا تكلم لمدة ناهزت خمسي الزمن المخصص لندوته الصحفية على البونوات والسيارات الادارية؟
4. لماذا يسافر شرقا الى الخليج وغربا الى اروبا وامريكا؟
5. لماذا يتظاهر بالابتسام كلما كان هنالك سؤال محرج؟
6. لماذا يتجاوز ما سطرته له خارطة الطريق؟
7. لماذا يسكت رباعي الدفع والاحزاب ال »الوطنية المسؤولة » عن هذه التجاوزات؟ 
8. لماذا لم يقع حل المجلس التاسيسي رغم الوفاق الكبير حول عجزه وهدره للمال العام؟
9. لماذا تستميت القنوات والاذاعات على تحويل وجهة السطو البوليسي والزج بالشباب في السجون الى « حوار » حول ترميم قانون العقوبات المتصلة بتعاطي المخدرات؟
10. لماذا أسس البوليس منظمات نقابية؟
11. لماذا يصمت « كبار القوم » من الأحزاب كلما كان الحديث حول اضطهاد الشباب واستمرار الحكومة الحالية في الحكم او على الأقل رئيسها بعد الانتخابات؟
12. لماذا التلكؤ في احترام موعد الانتخابات الذي حدده احسن دستور في التاريخ؟
13. لماذا اختلف الاحبة من الأحزاب والجمعيات والمنظمات الراعية في « كل شيء » الا امر واحد: استبعاد نظام الاقتراع القائم عل الافراد؟ لماذا يمتنع اليسار على مجادلة من يخالفه الراي في نظام الاقتراع؟
14. لماذا اصبح رئيس الحكومة وقادة البوليس و »عمالقة « الصحافة و »الخبراء « المتقاعدون من الجيش يسخرون من الثورة ومن شبابها ويسترجعون النعوت القديمة المسيئة للشعب وشبابه ومثقفيه؟
15. لماذا استقدموا وزراء من وراء البحر ومن كوادر المحروقات؟
16. لماذا ركزوا في اختياراتهم للوزراء على اجهلهم علما وثقافة وفكرا؟
17. لماذا انتشرت في كل بلدان « الربيع » العربي نفس الشعارات؟
18. لماذا تقدمت الشعوب على النخب وتجاوزتها في كثير من الاحيان؟
ليختر من يشاء ما يشاء من الأسئلة اذا كان يريد المشاركة في البحث عن الإجابات الممكنة ولكل حادث حديث.
 
Image
 
الأستاذ رضـــــــــا شهاب المكّي 
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
 
للمساهمة في الإجابة على الأسئلة المطروحة سأبدأ أوّلا بتلك الواردة في الأخر(17 و18)حتّى يتسنّى فهم وإدراك ما تحبكه القوى المضادة داخليا وخارجيا…لم يسبق للشعوب أن اتفقت على شعارات واحدة إلاّ ما قلّ وندر وذلك في علاقة باختلاف الأوضاع الضاغظة ماديا،وهي مربوطة بالموقع الجيو- ديمغرافي ورقعته ومواره الكامنة،أوّلا،ولاختلاف للجذوع الثقافية والفكرية للشعوب ومستوى إدراكها للأساسي من الحقوق والواجبات،ثانيا، وفي علاقة بالنسيج الاقتصادي والنقدي والمالي ومدى حركيّته في إطار من لفسيفساء دول قومية إنعزالية.لكن،بداية من ثمانينات القرن الماضي،بدأت الرساميل المجسّد في الشركات متعدّدة الجنسيات والعابرة لحدود الدول والخارقة لسيادة الشعوب في حاجة إلى إعادة هيكلة المنظومات الكونية،بما فيها السّلط،استعدادا إلى مرحلة من التوحّش لتقضي أوّلا على الثنائية الكونية من وجهة نظر نمط الإنتاج(ملكية وسائل الإنتاج،الملكية الفكرية،سيرورة الإقتصاد الرقمي،التوزيع…) وللتأسيس لسياسة جديدة للاستيلاء على الموارد الاستراتيجية(أراضي فلاحية،موارد مائية،مناجم الطّاقة..)بكلّ الطّرق الممكنة،عنيفة كانت(انقلاب،تدخّل عسكري،حصار اقتصادي)أو سلمية (انتخابات موجّهة،دعم ما يسمّى بالمجتمع المدني) .خلال مرحلة تأسيس النسيج الوحشي،كان لا بدّ لراس المال أن »يتصدّق »ببعض الامتيازات للطبقة الوسطى تحاشيا للصدام الاجتماعي وقد تمثّل ذلك في فتح حنفيات القروض الخاصة الاستهلاكية للأفراد والعائلات إلى جانب المحافظة على بعض آليات الدّعم للفئات الفقيرة والمعوزة وتحفيز بعض آليات الاقتصاد التضامني درءا لانتفاض المعطّلين واستباقا للهجرة »غير القانونية »،خاصة من طرف أصحاب الشهائد العليا وكلّ من دفعت به هموم الرّيف إلى التفكير النّزوح والهجرة.لاستكمال عناصر نجاح المخطّط كان لا بدّ لرأس المال أن يقزّم من وظائف الدولة
« مقابل ليضمن ربح الصفقات من خلال بوّابة المنتديات »العلمية »والاقتصادية و »الثقافية »و تنويت الإدارة والمؤسسات بخفافيش موالية من « الكفاءات »
حالة الوحشية البشرية،هي حالة مرضية لا تعترف بالقيم والمبادئ،بل هي حالة من التربّص الدّائم لانتهاز كلّ الفرص المتاحة للفتك بالغريم وافتكاك واغتصاب كلّ شئ..بعد أن تمكّنت الشركات متعدّدة الأنشطة والعابرة للدول من بسط نفوذها المالي والسياسي والإعلامي والثقافي ها إن شره الفتك احتدّ وأصبحت الطبقة الوسطى مستهدفة بعد أن »نعمت »خلال ثلاثين سنة موزعة بين القرن الماضي والحاضر ..وها هو التنين الصيني والدبّ الروسي قد استيقظا وبدآ في النزاع الدولي لتقاسم موارد الماء والطاقة والمناجم والمواد الغذائية مقابل نضوب بعضها وتطويع العلوم للتقنيات تثمين لموارد طاقية بديلة…أمام هذا الوضع ومتطلبات الشركات المالية والاقتصادية الكبرى تغيّرت المحاور الجيوستراتيجية،فهناك بعض البلدان فقدت موقعها الجيوسياسي وأخرى حلّت محلّها.لكن ما هو ثابت أنّ قاعدة ضحايا الرأسمالية المتوحّشت توسّعت رقعتها جغرافيا لتشمل حتى الدول الحاضنة للوحش كما اتسعت اجتماعيا لتشمل الفئات الوسطى بكلّ بلدان العالم وخاصة ذات الموارد المحدودة..لهذا نجد أنّ التاريخ سيسجّل خصوصية هذا الحراك الاجتماعي الذي شمل بعض البلدان العربية والغربية وتكمن الخصوصية في:-1-شعارات متقاطعة محورها شعار »واجب إسقاط النظام »بمعنى كلّ المنظومات التي يرتكز عليها النطام الرأسمالي المتوحّش وفي كلّ المستويات(قطري،إقليمي،كوني)..-2-حراك إجتماعي غير تقليدي،أي بدون قيادة سياسية تقليدية حزبية أو جبهوية أو نقابية..-3-حراك مُدرك لما لا يريد لكنّه في إطار البحث عن هندسة لنسيج جديد(منوال حوكمة جديد)قد يفيد. أمام تواتر الحراك الاجتماعي قطريا وإقليميا وكونيا،كان لا بدّ للقوى المضادة أن تخرج من رفوفها التكتيكات والاستراتيجية المخطّطة وأن تفعّل الآليات المفترضة وتنشّط الفاعلين الجدد للصّمود أوّلا،وتحجيم الحراك ثانيا…
لنعد لمسار الحراك الاجتماعي بتونس لندرك حجم الهجوم المضاد وآلياته.فكلّ ما تمّ بعد 14جانفي يدخل في خانة الإجراءات الاستباقية للحيلولة دون الشعوب والبحث عن هندسة لنسيج بديل مؤسساتي يوفّق في المصالحة بين المواطن والشأن العام ومقاربة جديدة لجملة المظومات المحلية والإقليمية والكونية.فاقوى المضادة تدرك جيّدا أن الشعوب غير محصّنة بالقدر الكافي لمقاومة طاعون الرّدّة المضادة وهي التي عملت على »تجفيف المنابع »الفكرية وأسذست لواحة من المجتمع المدني المدجّن والمتكلّس..هؤلاء هم الفاعلون الجدد الذين حُنّطوا داخل أسوار الجمعيات الحقوقية والثقافية وصلب المنتديات والندوات وفي عقر ديار المؤسسات المالية والنقدية الموالية للرساميل المتوحّش…يدرك منظرو الرأسمالية المتوحّشة التأثيرات السلبية لخياراتهم وخطّطوا لمقاومتها:حكومات تكنوقراط يتكفّل بها الخفافيش الموالية منزوعة الضمير وفاقدة للروح الوطنية مسندون بأحزاب ومجتمع مدني لا ترى في الشأن العام إلاّ ما يخصّها ولا ترى في الشأن الخاص إلاّ المرابيح المادية وبعض الحريات الفردية…كما يدرك الفاعلون الجدد التأثيرات الكارثية لخيار الخصخصة والمديونية،لذا تراهم ينظرون ويخطّطون لتجهيز الأجهزة الأمنية عتادا وعدّة وعقيدة..وما الهجمة على شباب الحراك الثوري إلاّ عيّنة بسيطة من البطش الذي قد ينال كلّ من يعارض »المنوال الجديد »وحراك قضائي/سياسي يؤسّس للمصالحة مع الفاسدين والفساد(الفساد الإداري والمالي وقود المنوال الحالي)…منوال يرتكز على الاستثمار الخارجي المباشر وعلى التداين الخارجي..منوال للاستثمار في كلّ قطاع تصديري وبالتالي لا يهمّ الاستهلاك الداخلي المتهالك…منوال يُجيز بيع الأرض والعرض بالطّول والعرض…وقد بايع البعض هذا المنوال علنا فيما بايعه البعض الآخر سرّا في إطار »الحوار الوطني السياسي »وفي إطار الحوار الجاري حاليا(الحوار الوطني الإقتصادي)….أرجو أن أكون قد وفّقت نسبيا في الإجابة لا على طريقة المؤسسة المدرسية بل وفق مقاربة تؤسّس للتفاعل مع بقية الأصدقاء
الذين من المفترض مشاركتهم في هذا الشبّاك الافتراضي الذي فتحه لنا الصديق رضا…شكرا لكلّ مساهم بالنقد والإثراءء..
 
Image
 
الأستاذ عبد المجيد بن قيّاس 

التطبيع والسياحة – رضا شهاب المكي

هناك نوع من الناس لا يولون أي اهتمام في وعيهم المعلن للمسائل السياسية لانهم يعتقدون ان المصالح المادية بين الدول والشعوب هي التي تحكم العلاقات الإنسانية والعلاقات الدولية وكل شيء خرج عن هذا الاطار لا يمكن اعتباره معيارا من معايير تشكل العلاقات بين الافراد والمجموعات والشعوب والدول. في الحقيقة لا يمكن مؤاخذة هذا الموقف في ذاته دون تسكينه في سياقه, كما لا يجوز تأييد هذا الموقف دون وضعه في اطاره؛ فاذا صدر هذا الموقف عن الانسان المادي, الانسان الحقيقي, عضو المجتمع البورجوازي الحقيقي, كان موقفا خاصا وشخصيا مثله مثل كافة المواقف الأخرى المتصلة بالكائن المادي أي بالإنسان الحقيقي الذي لا يرى في الاخر الا وسيلة لتحقيق اغراضه الخاصة ومنافعه المادية والمعنوية, كما لا يرى في الاخر الا وجودا مغايرا ومختلفا لذاته ووجوده الخاص. ومن المواقف المتماهية مع هذا الموقف الشخصي الفردي رؤية هذا الانسان المادي للوجود والالاه والعلم والمعرفة والعقيدة والذوق والخير والشر… وغيرها من المواقف الشخصية المتصلة بهذا الكائن المادي الكائن الحقيقي عضو المجتمع البورجوازي الحقيقي, وعلى هذا الأساس , وداخل هذا السياق, لا يمكن مؤاخذة هذا الموقف والاعتراض عليه بسبب « مخالفته  » « للثوابت  » و »السياسات العامة » المتوافق حولها لا بسبب وجاهته وحصانته من المؤاخذة وانما بسبب تناقض الموقف الخاص مع الموقف العام. فالموقف الخاص يبقى دوما موقفا خاصا لا يمكن مجابهته بالموقف العام طالما لا يشكل تهديدا فعليا ومباشرا لسلم الافراد والجماعات وللسلم الأهلي بصفة عامة اذ لا يمكن ان يتوحد جميع الناس, باعتبارهم كائنات فردية, حول موقف واحد طالما كان هذا الموقف تعبيرا عن موقف خاص معلن وصريح صادر عن الكائن المادي الكائن الحقيقي في المجتمع البورجوازي. وكل محاولة لفرض الموقف العام على الموقف الخاص وتكييفه بمقتضاه تعتبر تعديا عن الانسان ككائن مادي مستقل كما تعتبر الغاءا قسريا للفوارق الفردية والاختلافات الإنسانية التي يترتب عليها بالضرورة محاولة لإلغاء المجتمع البورجوازي نفسه. اما اذا صدر هذا الموقف عن المواطن , هذا الكائن العام هذا الكائن الخيالي العضو في الدولة او في احدى تفريعاتها او في احدى ووسائل النفاذ الشرعي الىها باعتبارها كائنا يحقق الصالح العام ويضمن تحقيق المصال المشتركة على قاعدة المصلحة العامة, فانه يصبح موقفا لا يجوز تأييده ليس لأنه موقف معتل في ذاته بل لأنه موقف متناقض مع طبيعة الكائن الذي صدر عنه؛ فاذا كان هذا الكائن كائنا معنويا أي عضوا في الدولة او عضو في احدى تفريعاتها او في احدى وسائل النفاذ اليها يكون بالضرورة كائنا سياسيا واذا كان كذلك, أي كائنا سياسيا, تكون المسائل السياسية جوهرا جديدا لوجوده إضافة الى كينونته الخاصة ككائن مادي مستقل وعلى هذا الساس لا يجوز تأييد هذا الموقف. بقي ان نعرف هل ان وزيرة السياحة السيدة امال كربول كائن مادي مستقل او كائن معنوي عضو في الدولة؟ فاذا كانت وزيرةً للسياحة, تكون بالضرورة كائنا معنويا عضو في الدولة أي كائنا سياسيا تعالج بالضرورة المسائل السياسية. وكل مسالة سياسية هي مسالة حكم وسلطة ولا يمكن تبريرها الا بمقتضيات سياسية أي مقتضيات من جنسها. ولا يحتمل هذا التبرير البحث عن المبررات المصلحية الفرعية (سياح, عملة صعبة, تشغيل ,أرباح…) ولان موضوع « التطبيع من عدمه » هو موضوع سياسي بامتياز لأنه موضوع دولة وحكم وشان عام, لا تجوز معالجته بمبررات اقتصادية. اما اذا تعلق الامر بالسيدة امال كربول , باعتبارها كائنا ماديا مستقلا عضو في المجتمع البورجوازي فيكون من حقها ان تترك المسائل السياسية جانبا وتتناول مسالة السياحة من زواياها الاقتصادية المصلحية ولكنها تكون مجبرة في نفس الوقت ان لا تتحدث من موقع الفضاء العام , فضاء الدولة أولا, ولا من موقع منصبها السياسي كوزيرة في الدولة ثانيا, ولا حول السياحة ثالثا. الوزيرة المحترمة تحدثت ككائن مستقل كائن فردي في المجتمع البورجوازي مثلها مثل المستثمرين في قطاع السياحة لكنها تحدثت في فضاء عام فضاء الدولة فضا ء الكائن السياسي الذي يسائلها في موضوع سياسي بامتياز. لقد اخطات العنوان وكتبت خارج النص قولا باهتا  » لمواطن » فاقد للخبرة السياسية اللازمة في دارة الشأن العام. ان مثل هذا القصور المهني امر شائع بين الوزراء التكنوقراط الذين لم يتخلصوا من وجودهم الذاتي المادي المستقل في المجتمع البورجوازي عندما يديرون الشأن العام. اما الوزير المكلف بالأمن فقد تحدث طويلا لانه كرر كل جملة من جمله اكثر من مرة فصنع نصا ملؤه التكرار والتنصل من المسؤولية. اما النواب فقد واصلوا المهزلة وواصلوا الوفاء لمسرحية طال عمرها ومج الناس مشاهدها.

Image