لا وجود لخلافات جوهرية بين طرفي النزاع السياسي(حكام ومعارضة)_ الأستاد رضا شهاب المكي

Image
لاوجود لخلافات جوهرية بين طرفي النزاع السياسي (حكام ومعارضة): الجميع يقر بالأزمة والجميع يبحث عن حل يحفظ به ماء الوجه لأن الجميع شركاء في رسم ملا مح « الانتقال الديمقراطي » المفضي إلى إعادة بناء الحكم المركزي والمنوال التابع لكن بوجوه جديدة. اما الازمة فهي أزمة الخيار الليبرالي أمام تجذر الحراك الاجتماعي وتصاعد وتيرة المفردات السياسية المعبرة عنه( التمرد, الرحيل, العصيان, المحليات….) لم تبق مفردات الانتخابات التشريعية والرئاسية وأخواتها من دستور وهيئة و… إلا في أفواه هؤلاء الشركاء وأصحاب المنة عليهم من الدوائر الليبرالية المتعفنة في الداخل والخارج. فلا غرابة أن نرى هذا يتمسح على أعتاب فرنسا وذاك يطلب ود امركا فالمشروع مشترك وتنسيق الجهود مطلوب كما المناورة والخداع. كلهم يعلم أن اتفاقا مهما تم في باريس لا يرتبط بالراهن فقط وإنما وأساسا بالمرحلة القادمة, « مرحلة السلط الدائمة » وكلهم يعلم أن في الاتفاق السيئ الذكر تنكر لالتزامات سابقة وخطابات رنانة مفعمة بالثورية « كطرد الأزلام وتحصين الثورة » وكلهم يعلم أن للاتفاق وفي الاتفاق مخدوعين من هنا وهناك مشدودين إل غصة في الحلق ودمعة في العين ولكن ما باليد حيلة فقد قضي الأمر بالنسبة لهم واستقروا في ركن الكنبارس وذاك هو مصير الأغبياء. وفي المقابل هناك مستفيدون في القمة(الشيوخ) وآخرون في القاعدة من الذين يقتنصون الفرص وينقضون عليها فترتفع أسهمهم في سوق الحكمة والوسطية والاعتدال….إنه مشهد شبيه بمشاهد الصيد البري( صيادون مسلحون..نشاشون…متربصون عن بعد…فرائس تسقط هنا وهناك) إن الحديث عن الأزمة خارج هذا الاطار (أزمة الخيار الليبرالي) ليس إلاتكرارا مملا لتسويات وممانعات ومزايدات لا طائل من ورائها لأنها وبكل بساطة خطابات ظاهرها اختلاف وباطنها توافق وتطابق في تشخيص الحالة وتقديم الحلول. فالكل يقر بفشل الحكومة وضعف اداء المجلس التأسيسي والكل يدعو إلى انتخابات تشريعية ورئاسية, الكل يدعو إلى إعادة منظومة الحكم ومظومة المنوال التنموي بلاعبين جدد لم يستفيدوا بما فيه الكفاية من النظام السابق ويتطلعون إلى اقتناص مغانم الحكم وملذاته وجبروت التمسك به. لا أحد من هذا الكل يتحدث عن سلطة الشعب كسيد على قراره وسيد على ثروته, لا أحد منهم يدعو إلى تجسيد إرادة الشعب في الدوائر الصغيرة كشرط لتأكيد حكمه في الجهات وكضمان لتجنب الانحراف بالحكم في المستوى المركزي, لا أحد منهم يطالب بنظام الاقتراع الفردي في أضيق الدوائر, لا أحد منهم يقر بأن هذا الشرط هو السبيل الوحيد والأفضل لتصور وتنفيذ منوال تنموي عادل, والسبيل الوحيد لفرض السيادة الحقيقية على القرار والثروة الوطنية والاستقلال التام والنهضة الشاملة وقوة الدولة ومناعتها, ليس لأنه الحل السحري, وإنما لأنه يتحرك داخل سياق ثوري فيصبح آلية ثورية تتحقق بها مطامح ثورية. لا يستطيع أحد أن ينكر هذا الواقع إلا إذا لم يكن ثوريا. ولأن الثورة تنجب الثوريين بالضرورة, فإن على هؤلاء فضح مشاريع الثورة المضادة كشرط أولي لبناء بدائل في الحكم وفي التنمية وفي قوة الدولة ومناعتها. على الثوريين أن لا ينبهروا ببهرج الصالونات والمجالس والمنابر الاعلامية وأن يلازموا مواقعهم في صف الحراك الشعبي وينقلوا التعبير عنه في كافة المنابر كقوة جديدة مضادة للنفاق الليبرالي والجشع الفردي على هؤلاء أن يصبروا ويثابروا مقدار صبر الشعب التونسي على الكيد والاضطهاد. إن المعركة التي تقودها الرإسمالية المتوحشة على الشعوب بأيادي أبنائها هي معركة ضارية, شاملة, لكنها المعركة الأخيرة لأنها ليست فقط معركة التحرر السياسي بل معركة التحررالانساني في المعمورة قاطبة. صبرا جميلا

Laisser un commentaire